معاني القرآن للفراء - الفراء  
{إِذۡ تَلَقَّوۡنَهُۥ بِأَلۡسِنَتِكُمۡ وَتَقُولُونَ بِأَفۡوَاهِكُم مَّا لَيۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞ وَتَحۡسَبُونَهُۥ هَيِّنٗا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٞ} (15)

وقوله : { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ 15 } كان الرجل يلقى الآخر فيقول : أما بلغك كذا كذا فيذكر قصة عائشة لتشيع الفاحشة . وفي قراءة عبد الله ( إذْ تَتَلَقَّونه ) وقرأت عائشة ( إذْ تَلِقُونه ) وهو الوَلْق أي تردّدونه . والوَلْق في السّير والوَلْق في الكذب بمنزلته إذا استمرّ في السّير والكذب فقد وَلَق . وقال الشاعر :

إن الجُلَيد زَلِق وزُمَّلقْ *** جاءت به عَنْس من الشام تَلِقْ

مجوَّع البطن كِلابيّ الخُلُقْ *** . . .

ويقال في الوَلْق من الكذب : هو الألْق والإلْق ! وفعلت منه : أَلقت وأنتم تَأْلِقونه . وأنشدني بَعْضُهُمْ :

من ليَ بالمزرَّرِ اليلامق *** صَاحب إدهانٍ وَأَلْقِ آلِقِ