{ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ } من التلقي ، والأصل تتلقونه .
قال مقاتل ومجاهد : المعنى يرويه بعضكم عن بعض . قال الكلبي : وذلك أن الرجل منهم يلقي الرجل فيقول بلغني كذا وكذا ويتلقونه تلقيا .
قال الزجاج : معناه يلقيه بعضكم إلى بعض ، وقرئ الإلقاء ومعناها واضح ، وقرئ بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف ، وهي مأخوذة من قول العرب : ألق{[1281]} الرجل يلق ولقا إذا كذب ، قال ابن سيده : جاءوا بالمتعدي شاهدا على غير المتعدي .
قال ابن عطية : وعندي أراد يلقون فيه ، فحذف حرف الجر فاتصل الضمير .
وقال الخليل وأبو عمر : وأصل الولق الإسراع يقال جاءت الإبل تلق أي تسرع ، وعن ابن جرير مثله وزاد الولق هو الإسراع بالشيء بعد الشيء كعدد في إثر عدد وكلام في إثر كلام ، وقرئ تألقونه من الألق وهو الكذب ؛ وقرئ يلقونه وهو مضارع ولق بكسر اللام والتلقي والتلقف والتلقن معان متقاربة خلا أن في الأول معنى الاستقبال ، وفي الثاني معنى الخطف ، والأخذ بسرعة ، وفي الثالث معنى الحذق والمهارة ، وقال الراغب : في التلقن الحذق في التناول ، وفي التلقف الاحتيال فيه .
{ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ } معناه أن قولهم هذا مختص بالأفواه من غير أن يكون واقعا في الخارج معتقدا في القلوب ، وقيل أن ذكر الأفواه للتأكيد كما في قوله . يطير بجناحيه ونحوه .
{ وَتَحْسَبُونَهُ } أي الحديث الذي وقع الخوض فيه والإذاعة له { هَيِّنًا } أي شيئا يسيرا لا يلحقكم فيه إثم { وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ } ذنبه وعقابه والجملة في محل الحال ؛ قيل جزع بعضهم عند الموت فقيل له في ذلك فقال أخاف ذنبا لم يكن مني على بال وهو عند الله عظيم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.