بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِذۡ تَلَقَّوۡنَهُۥ بِأَلۡسِنَتِكُمۡ وَتَقُولُونَ بِأَفۡوَاهِكُم مَّا لَيۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞ وَتَحۡسَبُونَهُۥ هَيِّنٗا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٞ} (15)

قوله عز وجل : { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ } ، أي يرويه بعضكم من بعض ، ويتلقاه بعضكم من بعض . وقرىء { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ } بكسر اللام وضم القاف والتخفيف ، أي تكذبون بألسنتكم ؛ ويقال : معناه تسرعون إلى الكذب . يقال : ولق يلق ، إذا أسرع إلى الكذب . وروى ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقرأ : { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ } بكسر اللام ، وقال ابن أبي مليكة هي أعلم ، لأن الآية نزلت فيها . وروي عن أبيّ بن كعب أنه كان يقرأ : { إِذْ تتلقونه } ، وقال أبو عبيد : لولا قراءة أبي وكراهة الخلاف على الناس ، ما كان أحد أولى أن يتبع فيها من عائشة ، كما احتج ابن أبي مليكة . ثم قال تعالى : { بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بأفواهكم مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ } من الفرية ، { وَتَحْسَبُونَهُ هَيّناً } ؛ أي تحسبون عقوبته هينة . { وَهُوَ عِندَ الله عَظِيمٌ } في الوزر والعقوبة .