الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِذۡ تَلَقَّوۡنَهُۥ بِأَلۡسِنَتِكُمۡ وَتَقُولُونَ بِأَفۡوَاهِكُم مَّا لَيۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞ وَتَحۡسَبُونَهُۥ هَيِّنٗا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٞ} (15)

{ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ } تأخذونه تروونه بعضكم عن بعض ، وقرأ ( أُبيّ وابن مسعود : إذ تتلقّونه بتاءين ) ، وقرأت عائشة : تَلِقُونه بكسر اللام وتخفيف القاف من الكذب ، والوَلَق والأَلق والالُق والليق الكذب .

قال الخليل : أصل الولق السرعة وأنشد :جاؤوا بأسراب من الشام ولق

أي تسرع ، يقال : ولق فلان في السير فهو يلق فيه إذا استمر وأسرع فيه ، فكان معنى قراءة عائشة : إذ تستمرّون في إفككم . وقرأ محمد بن السميقع : إذ تُلْقُونه من الإلقاء ، نظيره ودليله قوله سبحانه

{ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ } [ النحل : 86 ] الآية .

{ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً } وتظنّونه سهلاً { وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ }