مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{إِذۡ تَلَقَّوۡنَهُۥ بِأَلۡسِنَتِكُمۡ وَتَقُولُونَ بِأَفۡوَاهِكُم مَّا لَيۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞ وَتَحۡسَبُونَهُۥ هَيِّنٗا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٞ} (15)

{ إِذْ } ظرف ل { مسكم } أو ل { أفضتم } { تَلَقَّوْنَهُ } يأخذه بعضكم من بعض . يقال تلقى القول وتلقنه وتلقفه { بِأَلْسِنَتِكُمْ } أي أن بعضكم كان يقول لبعض : هل بلغك حديث عائشة ؟ حتى شاع فيما بينهم وانتشر فلم يبق بيت ولا نادٍ إلا طار فيه { وَتَقُولُونَ بأفواهكم مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ } إنما قيد بالأفواه مع أن القول لا يكون إلا بالفم لأن الشيء المعلوم يكون علمه في القلب ثم يترجم عنه اللسان ، وهذا الإفك ليس إلا قولاً يدور في أفواهكم من غير ترجمة عن علم به في القلب كقوله { يَقُولُونَ بأفواههم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ } [ آل عمران : 167 ] { وَتَحْسَبُونَهُ } أي خوضكم في عائشة رضي الله عنها { هَيّناً } صغيرة { وَهُوَ عِندَ الله عَظِيمٌ } كبيرة . وجزع بعضهم عند الموت فقيل له في ذلك فقال : أخاف ذنباً لم يكن مني على بال وهو عند الله عظيم .