معاني القرآن للفراء - الفراء  
{نَذِيرٗا لِّلۡبَشَرِ} (36)

وقوله : { نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } .

كان بعض النحويين يقول : إن نصبت قولُه : «نذيراً » من أول السورة يا محمد قم نذيراً للبشر ، وليس ذلك بشيء وَالله أعلم ؛ لأنّ الكلام قد حدث بينهما شيء منه كثير ، ورفعه في قراءة أبيّ ينفي هذا المعنى . ونصبه من قوله : { إِنَّها لإحدى الكُبر نذيراً } تقطعه من المعرفة ؛ لأن «إحدى الكبر » معرفةٌ فقطعته منه ، ويكون نصبه على أن تجعل النذير إنذاراً من قوله : { لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ } [ 112/ب ] لواحة [ تخبر بهذا عن جهنم إنذاراً ] للبشر ، والنذير قد يكون بمعنى : الإنذار . قال الله تبارك وتعالى : { كَيْفَ نَذِير } و { فَكَيْفَ كان نكِير } يريد : إنذاري ، وإنكاري .