" نذيرا للبشر " يريد النار ، أي أن هذه النار الموصوفة " نذيرا للبشر " فهو نصب على الحال من المضمر في " إنها " قاله الزجاج . وذُكِّر ؛ لأن معناه معنى العذاب ، أو أراد ذات إنذار على معنى النسب ، كقولهم : امرأة طالق وطاهر . وقال الخليل : النذير : مصدر كالنكير ، ولذلك يوصف به المؤنث . وقال الحسن : والله ما أنذر الخلائق بشيء أدهى منها . وقيل : المراد بالنذير محمد صلى الله عليه وسلم ، أي قم نذيرا للبشر ، أي مخوفا لهم " فنذيرا " حال من " قم " في أول السورة حين قال : " قم فأنذر " [ المدثر : 2 ] قال أبو علي الفارسي وابن زيد ، وروي عن ابن عباس وأنكره الفراء . ابن الأنباري : وقال بعض المفسرين معناه " يا أيها المدثر قم نذيرا للبشر " . وهذا قبيح ؛ لأن الكلام قد طال فيما بينهما . وقيل . هو من صفة الله تعالى . روى أبو معاوية الضرير : حدثنا إسماعيل بن سميع عن أبي رزين " نذيرا للبشر " قال : يقول الله عز وجل : أنا لكم منها نذير فاتقوها . و( نذيرا ) على هذا نصب على الحال ، أي " وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة " منذرا بذلك البشر . وقيل : هو حال من " هو " في قوله تعالى : " وما يعلم جنود ربك إلا هو " . وقيل : هو في موضع المصدر ، كأنه قال : إنذار للبشر . قال الفراء : يجوز أن يكون النذير بمعنى الإنذار ، أي أنذر إنذارا ، فهو كقوله تعالى : " فكيف كان نذير " أي إنذاري ، فعلى هذا يكون راجعا إلى أول السورة ، أي ( قم فأنذر ) أي إنذارا . وقيل : هو منصوب بإضمار فعل . وقرأ ابن أبي عبلة " نذير " بالرفع على إضمار هو . وقيل : أي إن القرآن نذير للبشر ، لما تضمنه من الوعد والوعيد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.