معاني القرآن للفراء - الفراء  
{عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ} (30)

وقوله : { عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ } .

فإن العرب تنصب ما بين أحد عشر إلى تسعة عشر في الخفض والرفع ، ومنهم من يخفف العين في تسعة عشر ، فيجزم العين في الذُّكران ، ولا يخففها في : ثلاث عشرة إلى تسع عشرة ؛ لأنهم إنما خفضوا في المذكر لكثرة الحركات . فأما المؤنث ، فإن الشين من عشْرة ساكنة ، فلم يخففوا العين منها فيلتقي ساكنان . وكذلك : اثنا عشر في الذكران لا يخفف العين ؛ لأن الألف من : اثنا عشر ساكنة فلا يسكن بعدها آخر فيلتقي ساكنان ، وقد قال بعض كفار أهل مكة وهو أبو جهل : وما تسعة عشر ؟ الرجل منا يطبق الواحد فيكفه عن الناس . وقال رجل من بني جمح كان يُكنى : أبا الأشدين : أنا أكفيكم سبعة عشر ، واكفوني اثنين .