الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ رَبَّهُۥ} (8)

قوله : { خَالِدِينَ } : حالٌ عاملُه محذوفٌ ، أي : دَخَلوها أو أُعْطُوها . ولا يجوزُ أَنْ يكونَ حالاً مِنْ " هم " في " جزاؤهم " لئلا يلزَمَ الفصلُ بين المصدرِ ومعموله بأجنبي . على أنَّ بعضَهم أجازه منهم ، واعتذروا : بأن المصدرَ هنا غيرُ مقدَّرٍ بحرفٍ مصدري . قال أبو البقاء : " وهو بعيد " وأمَّا " عند " فيجوز أَنْ يكونَ حالاً مِنْ " جزاؤهم " ، وأَنْ يكونَ ظرفاً له . و " أبداً " ظرفُ زمانٍ منصوبٌ بخالدين .

قوله { رِّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ } يجوزُ أَنْ يكونَ دعاءً مستأنفاً ، وأَنْ يكونَ خبراً ثانياً ، وأَنْ يكونَ حالاً بإضمار " قد " عند مَنْ يلتزمُ ذلك .

قوله : { ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ } : أي : ذلك المذكورُ مِنْ استقرارِ الجنةِ مع الخلودِ ورِضا الله عنه لِمَنْ خَشِيَ به .