الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَالُواْ يَٰمُوسَىٰٓ إِمَّآ أَن تُلۡقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنۡ أَلۡقَىٰ} (65)

قوله : { إِمَّآ أَن تُلْقِيَ } : فيه أوجهٌ ، أحدُها : أنه منصوبٌ بإضمارِ فعلٍ تقديرُه : اخْتَرْ أحدَ الأمرين ، كذا قدَّره الزمخشري قال الشيخ : " وهذا تفسيرُ معنىً لا تفسيرُ إعرابٍ ، وتفسيرُ الإِعرابِ : " إمَّا تختارُ الإِلقاءَ " . والثاني : أنَّه مرفوعٌ على خبرِ مبتدأ محذوفٍ تقديرُه : الأمرُ إمَّا إلقاؤُك إو إلقاؤُنا ، كذا قدَّره الزمخشريُّ . الثالث : أن يكونَ مبتدأً ، وخبرُه محذوفٌ تقديرُه : إلقاؤُك أولٌ . ويَدُلُّ عليه قولُه : وإمَّا أَنْ نكونَ أولَ مَنْ أَلْقى " . واختار هذا الشيخُ ، وقال : " فَتَحْسُنُ المقابلةُ من حيث المعنى ، وإنْ لم تَحْصُلْ مقابلةٌ من حيث التركيبُ اللفظيُّ " . ثم قال : " وفي تقديرِ الزمخشريِّ " الأمرُ إلقاؤُك " لا مقابلةَ فيه " وهذا تَقَدَّم نظيرُه في الأعراف .