قوله : { بَغْتَةً } : في موضعِ نصبٍ على الحالِ أي مباغتةً . والضميرُ في " تَأْتيهم " يعودُ على النار . وقيل : يعودُ على الحين لأنه في معنى الساعة . وقيل : على الساعةِ التي يُصَيِّرهم فيها إلى العذابِ . وقيل : على الوعد ؛ لأنَّه في معنى النار التي وُعِدُوها ، قاله الزمخشري وفيه تكلُّفٌ .
وقرأ الأعمش : " بل يَأْتيهم " بياء الغَيْبة . " بَغَتة " بفتح الغين . " فيَبْهَتُهُمْ " بالياء أيضاً . فأمَّا الياءُ فَأعاد الضميرَ على الحين أو على الوعد . وقال بعضُهم : " هو عائدٌ على النار ، وإنما ذكَّر ضميرها لأنها في معنى العذاب ، ثم راعى لفظ النار فأنَّثَ في قوله : " رَدَّها " .
وقوله : { بَلْ تَأْتِيهِم } إضرابُ انتقالٍ . وقال ابن عطية : " بل " استدراكٌ مقدرٌ قبلَه نفيٌ ، تقديرُه : " إنَّ الآياتِ لا تأتي على حَسَب اقتراحهم " . وفيه نظرٌ ؛ لأنه يَصيرُ التقديرُ : لا تأْتيهم الآياتُ على حسبِ اقتراحِهم ، بل تأتيهم بغتةً ، فيكون الظاهرُ أن الآياتِ تأتي بغتةً ، وليس ذلك مُراداً قطعاً . وإنْ أراد أن يكونَ التقديرُ : بل تَأتيهم الساعةُ أو النارُ فليس مطابقاً لقاعدةِ الإِضراب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.