إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{بَلۡ تَأۡتِيهِم بَغۡتَةٗ فَتَبۡهَتُهُمۡ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ} (40)

{ بَلْ تَأْتِيهِم } عطف على لا يكفون أي لا يكفّونها بل تأتيهم أي العدَةُ أو النار أو الساعة { بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ } أي تغلِبهم أو تحيّرهم ، وقرئ الفعلان بالتذكير على أن الضمير للوعد أو الحين وكذا الهاء في قوله تعالى : { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا } بتأويل الوعد بالنار أو العِدة والحينِ بالساعة ، ويجوز عَودُه إلى النار ، وقيل : إلى البغتة أي لا يستطيعون ردها عنهم بالكلية { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي يمهلون ليستريحوا طرفةَ عين ، وفيه تذكيرٌ لإمهالهم في الدنيا .