البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{بَلۡ تَأۡتِيهِم بَغۡتَةٗ فَتَبۡهَتُهُمۡ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ} (40)

{ بل تأتيهم بغتة } أي تفجؤهم .

قال ابن عطية { بل تأتيهم } استدراك مقدر قبله نفي تقديره إن الآيات لا تأتي بحسب اقتراحهم انتهى .

والظاهر أن الضمير في { تأتيهم } عائد على النار : وقيل : على الساعة التي تصبرهم إلى العذاب .

وقيل : على العقوبة .

وقال الزمخشري : في عود الضمير إلى النار أو إلى الوعد لأنه في معنى النار وهي التي وعدوها ، أو على تأويل العدة والموعدة أو إلى الحين لأنه في معنى الساعة أو إلى البعثة انتهى .

وقرأ الأعمش بل يأتيهم بالياء بغتة بفتح الغين فيبهتهم بالياء والضمير عائد إلى الوعد أو الحين قاله الزمخشري .

وقال أبو الفضل الرازي : لعله جعل النار بمعنى العذاب فذكر ثم رد ردّها إلى ظاهر اللفظ { ولا هم ينظرون } أي يؤخرون عما حل بهم .