فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{بَلۡ تَأۡتِيهِم بَغۡتَةٗ فَتَبۡهَتُهُمۡ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ} (40)

{ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً } وتخصيص الوجوه والظهور بالذكر بمعنى الأمام والخلف لكونهما أشهر الجوانب الجوانب في استلزام الإحاطة بها للإحاطة بالكلّ ، بحيث لا يقدرون على دفعها من جانب من جوانبهم ، ومحل { حين لا يكفون } النصب على أنه مفعول العلم ، وهو عبارة عن الوقت الموعود الذي كانوا يستعجلونه ، ومعنى { ولا هم ينصرون } : ولا ينصرهم أحد من العباد فيدفع ذلك عنهم ، وجملة { بل تأتيهم بغتة } معطوفة على { يكفون } أي لا يكفونها بل تأتيهم العدّة أو النار أو الساعة بغتة ، أي فجأة { فَتَبْهَتُهُمْ } قال الجوهري : بهته بهتاً أخذه بغتة ، وقال الفراء : فتبهتهم ، أي تحيرهم . وقيل : فتفجؤهم { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا } أي صرفها عن وجوههم ولا عن ظهورهم ، فالضمير راجع إلى النار . وقيل : راجع إلى الوعد بتأويله بالعدة . وقيل : راجع إلى الحين بتأويله بالساعة { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي يمهلون ويؤخرون لتوبة واعتذار .

/خ43