قوله : { لاَّ يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ } : في هذه الجملةِ وجهان ، أظهرُهما : أنَّها في محلِّ نصب نعتاً ل " جَسَداً " ، و " جَسَداً " مفردٌ يُراد به الجمعُ ، وهو على حذفِ مضافٍ أي : ذوي أجسادٍ غيرِ آكلينَ الطعامَ . وهذا رَدٌّ لقولِهم :
{ مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ } [ الفرقان : 7 ] . و " جعل " يجوز أن يكونَ بمعنى صَيَّر فيتعدَّى لاثنين ، ثانيهما " جسداً " ، ويجوزُ أَنْ يكونَ بمعنى خلق وأنشأ فيتعدَّى لواحدٍ ، فيكون " جسداً " حالاً بتأويلِه بمشتقٍ أي : مُتَغَذِّيْنَ ؛ لأنَّ الجسدَ لا بُدَّ له من الغذاءِ .
وقال أبو البقاء : " إنَّ " لا يأكلون " حالٌ أخرى بعد " جَسَداً " إذا قلنا إنَّ " جعل " يتعدَّى لواحدٍ " . وفيه نَظَرٌ ، بل هي صفةٌ ل " جَسَداً " بالاعتبارين ، لا يليق المعنى إلاَّ به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.