قوله تعالى : { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً } : بدأ باليهود لأن شريعتهم أقدمُ ، وكَرَّر " لا " في قوله { وَلاَ نَصْرَانِيّاً } توكيداً وبياناً أنه كان مُنْتَفِياً عن كل واحد من الدينين على حدته .
وقوله : { وَلَكِن } استدراك لِما كان عليه ، ووقعت هنا أحسنَ موقع ، إذ هي بين نقيضين بالنسبة إلى اعتقاد الحق والباطل ، ولَمَّا كان الخطابُ مع اليهود والنصارى أتى بجملةِ نفي أخرى ليدُلَّ على أنه لم يكن على دينِ أحدٍ من المشركين كالعربِ عبدةِ الأوثان والمجوس عبدة الأوثان ، والصابئة عبدةِ الكواكب ، وبهذا يُطْرَحُ سؤالُ مَنْ قال : أيُّ فائدة في قوله : { وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } بعد قولِه " ما كان يهودياً ولا نصرانياً " ؟ وأتى بخبر " كان " مجموعاً فقال : { وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } لكونِه فاصلة ، ولولا مراعاةُ ذلك لكانت المطابقةُ مطلوبةً بينه وبين ما استدرك عنه في قولِه : { يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً } فيتناسبُ النفيان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.