الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قُلۡ مَن ذَا ٱلَّذِي يَعۡصِمُكُم مِّنَ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ سُوٓءًا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ رَحۡمَةٗۚ وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (17)

قوله : { مَن ذَا الَّذِي } : قد تقدَّم في البقرة . قال الزمخشريُّ : " فإن قلتَ : كيف جُعِلَتِ الرحمةُ قرينةَ السوءِ في العِصْمة ، ولا عِصْمَةَ إلاَّ من السوء ؟ قلت : معناه أو يصيبكم بسوءٍ إنْ أرادَ بكم رحمةً ، فاختصر الكلامَ وأجري مُجْرى قولِه :

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحاً

أو حُمِلَ الثاني على الأول ، لِما في العِصْمة من معنى المَنْع " . قال الشيخ : " أمَّا الوجهُ الأولُ ففيه حَذْفُ جملةٍ لا ضرورةَ تَدْعو إلى حَذْفِها ، والثاني هو الوجهُ ، لا سيما إذا قُدِّر مضافٌ محذوفٌ أي : يَمْنَعُكم مِنْ مراد الله " قلت : وأين الثاني مِن الأول ولو كان معه حَذْفُ جُمَلٍ ؟