ولما كان ربما يقولون بل ينفعنا لأنا طالما رأينا من هرب فسلم ومن ثبت فاصطلم ، أمره الله تعالى بالجواب عن هذا بقوله تعالى : { قل } أي : لهم منكراً عليهم { من ذا الذي يعصمكم } أي : يجيركم ويمنعكم { من الله } المحيط بكل شيء قدرة وعلماً في حال الفرار وقبله وبعده { إن أراد بكم سوءاً } أي : هلاكاً أو هزيمة فيرد ذلك عنكم { أو } يصيبكم بسوء إن { أراد } أي : الله { بكم رحمة } أي : خيراً أسماه بها لأنه أثرها ، والمعنى : هل احترزتم في جميع أعماركم عن سوء أراده فنفعكم الاحتراز أو اجتهد غيره في منعكم رحمة منه ، فتم له أمره أو أوقع الله بكم شيئاً من ذلك فقدر أحد مع بذل الجهد على كشفه بدون إذنه ، ويمكن أن تكون الآية من الاحتباك ذكر السوء أولاً دليلاً على حذف ضده ثانياً . وذكر الرحمة ثانياً دليلاً على حذف ضدها أولاً . وهذا بيان لقوله تعالى : { لن ينفعكم الفرار } وقوله تعالى : { ولا يجدون لهم } أي : في وقت من الأوقات { من دون الله } أي : غيره { ولياً } أي : يواليهم فينفعهم بنوع نفع { ولا نصيراً } أي : ينصرهم من أمره فيرد ما أراده بهم من السوء عنهم تقرير لقوله تعالى : { من ذا الذي يعصمكم } من الله الآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.