فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ مَن ذَا ٱلَّذِي يَعۡصِمُكُم مِّنَ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ سُوٓءًا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ رَحۡمَةٗۚ وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (17)

{ قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم } أي يجيركم { مِّنَ اللهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا ؟ } أي هلاكا أو هزيمة أو نقصا في الأموال وجدبا ومرضا { أَوْ } يصيبكم بسوء إن

{ أَرَادَ } الله { بِكُمْ رَحْمَةً } ؟ يرحمكم بها من خصب ونصر وعافية وإطالة عمر ، وهذا على حد قوله : علفتها تبنا وماء باردا ، وليس معمولا للسابق ، وهو : يعصمكم ، لعدم صحة المعنى عليه .

وفي السمين قال الزمخشري : فإن قلت : كيف جعلت الرحمة قرينة السوء في العصمة ولا عصمة إلا من الشر ؟ قلت : معناه أو يصيبكم بسوء إن أراد بكم رحمة فاختصر الكلام ، وأجرى مجرى قوله : متقلدا سيفا ورمحا ، وحمل الثاني على الأول لما في العصمة من منع المنع . قال الشيخ : أما الوجه الأول ففيه حذف جملة لا ضرورة تدعوا إلى حذفها ، والثاني هو الوجه ، لا سيما إذا قدر مضاف محذوف ، أي يمنعكم من مراد الله ، قلت : وأين الثاني من الأول ولو كان معه حذف جمل ؟ انتهى .

{ وَلا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللهِ } أي غيره { وَلِيًّا } يواليهم وينفعهم ويدفع الضرر عنهم { وَلا نَصِيرًا } ينصرهم من عذاب الله