الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَلُؤۡلُؤٗاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ} (33)

قوله : { جَنَّاتُ عَدْنٍ } : يجوزُ أَنْ يكونَ مبتدأً ، والجملةُ بعدها الخبرُ ، وأن يكونَ بدلاً مِن " الفضلُ " قاله الزمخشري وابنُ عطية . إلاَّ أنَّ الزمخشريَّ اعترض وأجاب فقال : " فإن قلتَ : كيف جَعَلْتَ قوله : " جنات عدنٍ " بدلاً من " الفضل " الذي هو السَّبْقُ بالخيرات المشارُ إليه ب " ذلك " ؟ قلت : لَمَّا كان السببَ في نيل الثواب نُزِّل منزلةَ المُسَبَّب ، كأنه هو الثواب ، فَأَبْدَل عنه " جناتُ عدن " .

وقرأ رزين والزهري " جَنَّةُ " مفرداً . والجحدري " جناتِ " بالنصب على الاشتغال ، وهي تؤيِّدُ رَفْعَها بالابتداء . وجوَّز أبو البقاء أن يكونَ " جناتُ " بالرفع خبراً ثانياً لاسم الإِشارة ، وأن يكون خبرَ مبتدأ محذوفٍ . وتقدَّمت قراءةُ " يَدْخُلونها " مبنياً للفاعل أو المفعول وباقي الآية في الحج .