قوله : { كَذَلِكَ } : فيه وجهان ، أظهرُهما : أنه خبرُ مبتدأ محذوفٍ أي : الأمرُ مثلُ ذلك . والإِشارةُ ب " ذلك " قال الزمخشريُّ : " إلى تكذيبهِم الرسولَ وتسميتِه ساحراً ومجنوناً " ثم فَسَّر ما أَجْمل بقولِه : " ما أَتى " . والثاني : أن الكاف في محلِّ نصبٍ نعتاً لمصدر محذوف ، قاله مكي ، ولم يُبَيِّنْ تقديرَه/ ولا يَصِحُّ أَنْ ينتصِبَ بما بعده لأجل " ما " النافية . وأمَّا المعنى فلا يمتنعُ ، ولذلك قال الزمخشري : " ولا يَصِحُّ أن تكون الكافُ منصوبةً ب " أتى " لأنَّ " ما " النافيةَ لا يعمل ما بعدها فيما قبلها ، ولو قيل : لم يأتِ لكان صحيحاً " يعني لو أتى في موضع " ما " ب " لم " لجازَ أن تنتصِبَ الكافُ ب " أتى " لأن المعنى يَسُوغ عليه . والتقدير : كَذَّبَتْ قريشٌ تكذيباً مثلَ تكذيب الأمم السابقة رسلَهم . ويَدُلُّ عليه قولُه : { مَآ أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } الآية .
قوله : { إِلاَّ قَالُواْ } الجملةُ القوليةُ في محلِّ نصب على الحال من { الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } ، و " من رسولٍ " فاعلُ " أتى " كأنه قيل : ما أتى الأوَّلين رسولٌ إلاَّ في حالِ قولهم : هو ساحرٌ . والضميرُ في " به " يعودُ على القولِ المدلولِ عليه ب " قالوا " أي : أتواصَى الأوَّلُوْن والآخرِون بهذا القولِ المتضمِّنِ لساحرٍ أو مجنونٍ ، والاستفهامُ للتعجب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.