الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ} (56)

قوله : { إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } : متعلقٌ ب " خَلَقْتُ " . واخْتُلف في الجن والإِنس : هل المرادُ بهم العمومُ ، والمعنى : إلاَّ لأمْرِهم بالعبادة ، ولِيقِرُّوا بها ؟ وهذا منقولٌ عن عليّ ، أو يكون المعنى : ليطيعونِ وينقادوا لقضائي ، فالمؤمنُ يفعل ذلك طَوْعاً والكافرُ كَرْهاً ، أو يكون المعنى : إلاَّ مُعَدِّين للعبادة . ثم منهم منْ يتأتَّى منه ذلك ، ومنهم مَنْ لا كقولك : هذا القلمُ بَرَيْتُه للكتابة ، ثم قد تكتب به وقد لا تكتب ، أو المرادُ بهم الخصوص . والمعنى : وما خلقتُ الجنَّ والإِنس المؤمنين . وقيل : الطائعين . والأولُ أحسن .