قوله : { أَمْ يَقُولُونَ } : قال الثعلبي : " قال الخليل : كلُّ ما في سورة الطورِنْ " أم " فاستفهامٌ وليس بعطفٍ " . وقال أبو البقاء : " أم في هذه الآياتِ منقطعةٌ " . قلت : وتقدَّم لك الخلافُ في المنقطعةِ : هل تتقدَّرُ ب بل وحدَها ، أو ب بل والهمزةِ ، أو بالهمزةِ وحدَها ، والصحيحُ الثاني . وقال مجاهد في قوله : " أم تأمرهم " تقديره : بل تأمرهم . وقرأ { بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونُ } بدلَ " أم هم " .
قوله : { نَّتَرَبَّصُ } في موضعِ رفعٍ صفةً لشاعر . والعامَّةُ على " نتربَّصُ " بإسنادِ الفعل لجماعة المتكلمين " ريبَ " بالنصب . وزيدُ بن علي " يتربَّص " بالياء مِنْ تحتُ على البناء للمفعولِ " ريبُ " بالرفع . وريبُ المنونِ : حوادثُ الدهرِ وتقلُّباتُ الزمانِ لأنها لا تدوم على حالٍ كالرَّيْبِ وهو الشَّكُّ ، فإنه لا يبقى ، بل هو متزلزِلٌ قال الشاعر :
تَرَبَّصْ بها رَيْبَ المنونِ لَعَلَّها *** تُطَلَّقُ يوماً أو يموتُ حليلُها
أمِن المَنونِ ورَيْبِه تتَوَجَّعُ *** والدهرُ ليس بمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ
والمنون في الأصل : الدهرُ . وقال الراغب : " المنون المنيَّة ، لأنها تَنْقُصُ العددَ وتَقْطَعُ المَدَدَ " ، وجَعَل مِنْ ذلك قولَ : { أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } [ فصلت : 8 ] أي : غيرُ مقطوع . وقال الزمخشري : " وهو في الأصلِ فَعُول مِنْ منَّه إذا قطعه لأنَّ الموتَ قَطوعٌ ولذلك سُمِّيت شَعُوب " . و " ريبَ " مفعولٌ به أي : نَنْتَظِرُ به حوادثَ الدهرِ أو المنيَّة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.