الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (11)

قوله : { يَهْدِ قَلْبَهُ } : بالياءِ مجزوماً جواباً للشرط قراءة العامَّة . وابن جبير وابن هرمز وطلحة والأزرق بالنون والضحاك وأبو جعفر وأبو عبد الرحمن " يُهْدَ " مبنياً للمفعولِ " قلبُه " قائم مقامَ الفاعلِ . ومالك بن دينار وعمرو بن دينار " يَهْدَأْ " بهمزة ساكنة ، " قلبُه " فاعلٌ به بمعنى يطمئنُّ ويَسْكُن . وعمرو بن فائد " يَهْدا " بألفٍ مبدلة من الهمزة كالتي قبلَها ، ولم يَحْذِفْها نظراً إلى الأصل وهي أفصح اللغتين . وعكرمة ومالك بن دينار أيضاً يَهْدَ بحذفِ هذه الألفِ إجراءً لها مُجرى الألفِ الأصليةِ كقولِ زهير :

جَريءٌ متى يُظْلَمْ يُعاقِبْ بِظُلْمِه *** سريعاً وإنْ لا يُبْدَ بالظلمِ يُظْلَمِ

وقد تقدَّم إعرابُ ما قبلَ هذه الآيةِ وما بعدها .