البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{مَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِهِۦٓ إِلَّآ أَسۡمَآءٗ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَٰنٍۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (40)

ثم استطرد بعد الاستفهام إلى إخبار عن حقيقة ما يعبدون .

والخطاب بقوله : ما تعبدون ، لهما ولقومهما من أهل .

ومعنى إلا أسماء : أي ألفاظاً أحدثتموها أنتم وآباؤكم فهي فارغة لا مسميات تحتها ، وتقدّم تفسير مثل هذه الجملة في الأعراف .

إنْ الحكم إلا لله أي : ليس لكم ولا لأصنامكم حكم ما الحكم في العبادة والدين إلا لله ثم بين ما حكم به فقال أمر أن لا تعبدوا إلا إياه .

ومعنى القيم : الثابت الذي دلت عليه البراهين .

لا يعلمون بجهالاتهم وغلبة الكفر عليهم .