الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِهِۦٓ إِلَّآ أَسۡمَآءٗ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَٰنٍۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (40)

ثم قال ( تعالى ){[34414]} : { ما تعبدون من دونه }[ 40 ] : فجمع ، لأنه قصد{[34415]} المخاطب ، وكل من عبد غير الله{[34416]} ، فجمع على المعنى : أي : ما تعبد أنت ، ومن{[34417]} هو على ملتك { إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم }[ 40 ] : أي : لم يأذن الله لكم بذلك ، أنتم أحببتم أسماءها وآباؤكم{[34418]} .

{ ما أنزل الله بها من سلطان }[ 40 ] : أي : من حجة ، ومن كتاب ، ومن دلالة{[34419]} . وقوله/ { أمر ألا تعبدوا إلا إياه }[ 40 ] : أي : أسس الدين عليه لئلا{[34420]} يعبد غيره .

{ ذلك الدين القيم } : أي : ذلك الذي دعوتكم إليه هو الدين الذي لا أعُوِجَاجَ فيه{[34421]} { ولكن أكثر الناس لا يعلمون }[ 40 ] : وهم المشركون .


[34414]:ساقط من ط.
[34415]:ط: قص قصد.
[34416]:ق: الكفار.
[34417]:ق: وما.
[34418]:انظر هذا التوجيه بتمامه في: جامع البيان 16/105-106.
[34419]:وهو قول ابن جبير في: إعراب النحاس 2/330، ولم ينسبه في: جامع البيان 16/106.
[34420]:في النسختين معا: إلا. ولعل الصواب ما أثبت.
[34421]:انظر: هذا التوجيه بتمامه في جامع البيان 16/106.