ثم بين عجز الأصنام فقال : { ما تعبدون } وإنما خاطبهم بلفظ الجمع وقد ابتدأ بالتثنية في المخاطبة ؛ لأنه أراد جميع من في السجن من المشركين . والعبادة خضوع القلب في أعلى مراتب الخضوع ، وبيّن حقارة معبوداتهم وسفالتها بقوله : { من دونه } ، أي : الله الذي قام البرهان على إلهيته وعلى اختصاصه بذلك { إلا أسماء } وبيّن ما يريد وأوضحه بقوله { سميتموها } ، أي : ذوات أوجدتم لها أسماء { أنتم } سميتموها آلهة وأرباباً ، وهي حجارة جماد خالية عن المعنى لا حقيقة لها { وآباؤكم } من قبلكم سموها كذلك { ما أنزل الله بها } ، أي : بعبادتها { من سلطان } ، أي : حجة وبرهان { إن الحكم } ، أي : ما الحكم { إلا لله } ، أي : المختص بصفات الكمال والحكم فصل الأمر بما تدعو إليه الحكمة { أمر } وهو النافذ الأمر المطاع الحكم { أن لا تعبدوا إلا إياه } ؛ لأنه المستحق للعبادة لا هذه الأسماء التي سميتموها آلهة . ولما أقام الدليل على هذا الوجه الذي كان جديراً بالإشارة إلى فضله أشار إليه بأداة البعد تنبيهاً على علوّ مقامه وعظيم شأنه فقال : { ذلك } ، أي : الشأن الأعظم وهو توحيده وإفراده عن خلقه { الدين القيم } ، أي : المستقيم الذي لا عوج فيه { ولكنَّ أكثر الناس } وهم الكفار { لا يعلمون } ما يسيرون إليه من العذاب فيشركون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.