البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّٗا كَبِيرٗا} (43)

وعطف { وتعالى } على قوله { سبحانه } لأنه اسم قام مقام المصدر الذي هو في معنى الفعل ، أي براءة الله وقدر تنزه وتعالى يتعلق به على سبيل الأعمال إذ يصح لسبحان أن يتعلق به عن كما في قوله { سبحان ربك رب العزة عما يصفون } والتعالي في حقه تعالى هو بالمكانة لا بالمكان .

وقرأ الأخوان : عما تقولون بالتاء من فوق وباقي السبعة بالياء .

وانتصب { علوّاً } على أنه مصدر على غير الصدر أي تعالياً ووصف تكبيراً مبالغة في معنى البراءة والبعد عما وصفوه به لأن المنافاة بين الواجب لذاته والممكن لذاته ، وبين القديم والمحدث ، وبين الغني والمحتاج منافاة لا تقبل الزيادة ،