فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّٗا كَبِيرٗا} (43)

{ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ( 43 ) }

ثم نزه تعالى نفسه فقال : { سُبْحَانَهُ } والتسبيح التنزيه وقد تقدم مرارا { وَتَعَالَى } أي تباعد { عَمَّا يَقُولُونَ } من الأقوال الشنيعة والفرية العظيمة { عُلُوًّا } أي تعاليا ولكنه وضع العلو موضع التعالي ، كقوله والله أنبتكم من الأرض نباتا { كَبِيرًا } وصف العلو بالكبير مبالغة في النزاهة وتنبيها على أن بين الواجب لذاته والممكن لذاته وبين الغنى المطلق والفقر المطلق مباينة لا يعقل الزيادة عليها .