البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ} (115)

العبث : اللعب الخالي عن فائدة .

وقوله آخراً { وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } يقتضي ما قلناه انتهى .

وقرأ الأخوان { قُلْ إِنْ لَّبِثْتُمْ } على الأمر ، وباقي السبعة و { إن } نافية أي ما { لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً } أي قريب ولكنكم كذبتم به إذ كنتم لا تعلمون أي لم ترغبوا في العلم والهدى وانتصب { عَبَثاً } على الحال أي عابثين أو على أنه مفعول من أجله ، والمعنى في هذا ما خلقناكم للعبث ، وإنما خلقناكم للتكليف والعبادة .

وقرأ الأخوان { لاَ تُرْجَعُونَ } مبنياً للفاعل ، وباقي السبعة مبنياً للمفعول ، والظاهر عطف { وَإِنَّكُمْ } على { إِنَّمَا } فهو داخل في الحسبان .

وقال الزمخشري : يجوز أن يكون على { عَبَثاً } أي للعبث ولترككم غير مرجوعين انتهى .