البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{لِيَجۡزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٖ} (38)

واللام في { ليجزيهم } متعلقة بمحذوف أي فعلوا ذلك { ليجزيهم } ويجوز أن تتعلق بيسبح وهو الظاهر .

وقال الزمخشري : والمعنى يسبحون ويخافون { ليجزيهم } انتهى .

والظاهر أن قوله { يخافون } صفة لرجال كما أن { لا تلهيهم } كذلك .

{ أحسن } هو على حذف مضاف أي ثواب أحسن ما عملوا ، أو { أحسن } جزاء ما عملوا .

{ ويزيدهم من فضله } على ما تقتضيه أعمالهم ، فأهل الجنة أبداً في مزيد .

وقال الزمخشري : { ليجزيهم } ثوابهم مضاعفاً { ويزيدهم } على الثواب تفضيلاً وكذلك معنى قوله { الحسنى } وزيادة المثوبة الحسنى ، وزيادة عليها من التفضل وعطاء الله عز وجل إما تفضل وإما ثواب وإما عوض .

{ والله يرزق من يشاء } ما يتفضل به { بغير حساب } فأما الثواب فله حسنات لكونه على حسب الاستحقاق انتهى .

وفي قوله على حسب الاستحقاق دسيسة اعتزال .