السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لِيَجۡزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٖ} (38)

وقوله تعالى : { ليجزيهم الله } متعلق بيسبح أو بلا تلهيهم ، أو بيخافون { أحسن ما عملوا } في الطاعات فرضها ونقلها أي : ثوابه الموعود لهم ، وأحسن بمعنى حسن { ويزيدهم من فضله } ما لم يستحقوه بأعمالهم مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، وقوله تعالى : { والله يرزق من يشاء بغير حساب } تقرير للزيادة ، وتنبيه على كمال القدرة ونفاذ المشيئة وسعة الإحسان وكمال جوده فكأنه سبحانه وتعالى لما وصفهم بالجد والاجتهاد في الطاعة ومع ذلك يكونون في نهاية الخوف ، فالله سبحانه وتعالى يعطيهم الثواب العظيم على طاعتهم ، ويزيدهم الفضل الذي لا حد له في مقابلة خوفهم .