قوله : «لِيَجْزِيَهُمْ » . يجوز تعلقه ب «يُسَبِّحُ » أي : يُسَبِّحون لأجل الجزاء{[32]} .
ويجوز تعلقه بمحذوف ، أي : فعلوا ذلك ليجزيهم{[33]} . وظاهر كلام الزمخشري أنه من باب الإعمال ، فإنه قال : والمعنى : يُسبِّحونَ وَيَخَافُونَ ( لِيَجْزيهمْ »{[34]} ){[35]} . ويكون على إعمال الثاني للحذف{[36]} من الأول{[37]} .
وقوله : { أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ } أي : ثواب أحسن{[38]} ، أو أحسن جزاء ما عملوا ، و «ما » مصدرية{[39]} ، أو بمعنى الذي ، أو نكرة .
المراد بالأحسن : الحسنات أجمع ، وهي الطاعات فرضها ونفلها . قال مقاتل : إنما ذكر الأحسن لأنه لا يجازيهم على مساوئ أعمالهم ، بل يغفرها لهم .
وقيل : يجزيهم جزاء أحسن ما عملوا على الواحد عشر إلى سبعمائة{[40]} . ثم قال : { وَيَزِيدهُمْ مِّن فَضْلِهِ } أي : ما لم يستحقوه بأعمالهم . فإن قيل : هذا يدل على أن لفعل{[41]} الطاعة أثر في استحقاق الثواب ، لأنه تعالى ميز الجزاء عن الفضل ، وأنتم لا تقولون بذلك ، فإن عندكم العبد لا يستحق على ربه شيئاً ؟ قلنا : نحن نثبت الاستحقاق بالوعد ، فذلك{[42]} القدر هو الذي يستحق ، والزائد عليه هو الفضل{[43]} . ثم قال : { والله يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } وذلك تنبيه على كمال قدرته ، وكمال جوده ، وسعة إحسانه ، فكأنه تعالى لما وصفهم بالجد والاجتهاد في الطاعة ، وهم مع ذلك في نهاية الخوف ، فالحق سبحانه يعطيهم الثواب العظيم على طاعاتهم ويزيدهم الفضل الذي لا حد له في مقابلة خوفهم{[44]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.