{ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا } اللام لام العاقبة والصيرورة لا لام العلة الباعثة أي يفعلون ما يفعلون من التسبيح ، والذكر وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ليجزيهم الله أحسن جزاء أعمالهم حسبما وعدهم ، من تضعيف ذلك إلى عشرة أمثاله وإلى سبعمائة ضعف ، وقيل : المراد بما في هذه الآية ما يتفضل به سبحانه عليهم ، زيادة على ما يستحقونه ، والأول أولى لقوله :
{ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ } فإن المراد به التفضل عليهم بما فوق الجزاء الموعود به ، أي يتفضل بأشياء لم توعد لهم بخصوصياتها أو بمقاديرها ، ولم يخطر ببالهم كيفياتها ، ولا كمياتها ، بل إنما وعدت بطريق الإجمال في مثل قوله تعالى : { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } ، وقوله عليه السلام حكاية عنه عز وجل : " أعددت لعبادي الصالحين ، ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " {[1305]} غير ذلك من المواعيد الكريمة التي من جملتها قوله تعالى :
{ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ } فإنه تذييل مقرر للزيادة ، ووعد كريم بأنه تعالى يعطيهم غير أجور أعمالهم ، من الخيرات لما لا يفي به الحساب والمعنى من غير أن يحاسبه على ما أعطاه ، أو إن إعطاءه سبحانه لا نهاية له . قال الكرخي : وضع الموصول موضع ضمير { هم } للتنبيه بما في حيز الصلة على أن مناط الرزق المذكور محض مشيئته تعالى لا أعمالهم المحكية وذلك تنبيه على كمال قدرته ، وكمال جوده ، وسعة إحسانه ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.