البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ} (207)

{ ما أغنى عنهم } ، وما استفهامية ، أي : أيّ شيء أغنى عنهم تمتعهم في تلك السنين التي متعوها ؟ وفي الكلام محذوف يتضمن الضمير العائد على المفعول الأول ، أي : أيّ شيء أغنى عنهم تمتعهم حين حل ، أي الموعود به ، وهو العذاب ؟ وظاهر ما فسر به المفسرون ما أغنى : أن تكون ما نافية ، والاستفهام قد يأتي مضمناً معنى النفي كقوله :

{ هل يهلك إلا القوم الظالمون } بعد قوله : { أرأيتكم } في سورة الأنعام ، أي ما يهلك إلا القوم الظالمون .

وجوز أبو البقاء في ما أن تكون استفهاماً ونافية .

وقرىء : يمتعون ، بإسكان الميم وتخفيف التاء .