البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِمۡ وَلَا تَكُن فِي ضَيۡقٖ مِّمَّا يَمۡكُرُونَ} (70)

ثم سلى نبيه فقال : { ولا تحزن عليهم } : أي في كونهم لم يسلموا ولم يذعنوا إلى ما جئت به ، { ولا تكن في ضيق } : أي في حرج وأمر شاق عليك { مما يمكرون } ، فإن مكرهم لاحق بهم ، لا بك ، والله يعصمك منهم .

وتقدّمت قراءة ضيق ، بكسر الضاد وفتحها ، وهما مصدران .

وكره أبو علي أن يكون المفتوح الضاد ، أصله ضيق ، بتشديد الياء فخفف ، كلين في لين ، لأن ذلك يقتضي حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه ، وليست من الصفات التي تقوم مقام الموصوف باطراد .

وأجاز ذلك الزمخشري ، قال : ويجوز أن يراد في أمر ضيق من مكرهم .