فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِمۡ وَلَا تَكُن فِي ضَيۡقٖ مِّمَّا يَمۡكُرُونَ} (70)

{ ضيق } حرج صدر ، وغم .

{ مما يمكرون } من مكرهم وكيدهم .

{ ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون } سلى الله تعالى نبيه إذ اشتد أسفه على ضلالهم وكفرهم حتى كاد الهم يقضي عليه ، فناداه مولاه : )لعلك باخع نفسك أن لا يكونوا مؤمنين( {[2922]} ، وكرر نداءه الكريم : )فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا( {[2923]} ) . . فلا تذهب نفسك عليهم حسرات . . ( {[2924]} ، ولا تكن في حرج صدر مما يحتالون ويدبرون في خبث من رد ما جئت به والصد عنه- فإن الله مؤيدك وناصرك ومظهر دينك على من خالفه وعانده في المشارق والمغارب-{[2925]} .

[ يقول الله تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد لهؤلاء المكذبين ما جئتهم به من الأنباء من عند ربك : سيروا في الأرض فانظروا إلى ديار من كان قبلكم من المكذبين رسل الله ومساكنهم كيف هي ؟ ألم يخربها الله ويهلك أهلها تكذيبهم رسلهم ، وردهم عليهم نصائحهم ، فخلت منهم الديار ، وتعفت منهم الرسوم والآثار ، فإن ذلك كان عاقبة إجرامهم ، وذلك سنة ربكم في كل من سلك سبيلهم في تكذيب رسل ربهم ، والله فاعل ذلك بكم إن أنتم لم تبادروا والإنابة من كفركم وتكذيبكم رسول ربكم ]{[2926]}


[2922]:سورة الشعراء. الآية 3.
[2923]:سورة الكهف. الآية 6.
[2924]:سورة فاطر. من الآية 8.
[2925]:ما بين العارضتين من تفسير القرآن العظيم.
[2926]:ما بين العلامتين[ ] من جامع البيان.