البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَحَقَّ عَلَيۡنَا قَوۡلُ رَبِّنَآۖ إِنَّا لَذَآئِقُونَ} (31)

{ فحق علينا قول ربنا } : أي لزمنا قول ربنا ، أي وعيده لنا بالعذاب .

والظاهر أن قوله : { إنا لذائقون } ، إخبار منهم أنهم ذائقون العذاب جميعهم ، الرؤساء ، والأتباع .

وقال الزمخشري : فلزمنا قول ربنا : { إنا لذائقون } ، يعني وعيد الله بأنا ذائقون لعذابه لا محالة ، لعلمه بحالنا واستحقاقنا بها العقوبة .

ولو حكى الوعيد كما هو لقال : إنكم لذائقون ، ولكنه عدل به إلى لفظ المتكلم ، لأنهم متكلمون بذلك عن أنفسهم ، ونحوه قول القائل :

لقد زعمت هوازن قل مالي . . .

ولو حكى قولها لقال : قل مالك ، ومنه قول المحلف للحالف : لأخرجن ، ولنخرجن الهمزة لحكاية لفظ الحالف ، والتاء لإقبال المحلف على الحلف . انتهى .