البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡجَبَّارُ ٱلۡمُتَكَبِّرُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (23)

وقرأ الجمهور : المؤمن بكسر الميم ، اسم فاعل من آمن بمعنى أمن .

وقال ثعلب : المصدق المؤمنين في أنهم آمنوا .

وقال النحاس : أو في شهادتهم على الناس يوم القيامة .

وقيل : المصدق نفسه في أقواله الأزلية .

وقرأ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ، وقيل ، أبو جعفر المدني : المؤمن بفتح الميم .

قال أبو حاتم : لا يجوز ذلك ، لأنه لو كان كذلك لكان المؤمن به وكان جائزاً ، لكن المؤمن المطلق بلا حرف جر يكون من كان خائفاً فأومن .

وقال الزمخشري : يعني المؤمن به على حذف حرف الجر ، كما تقول في قوم موسى من قوله : { واختار موسى قومه } المختارون .

{ المهيمن } : تقدم شرحه .

{ الجبار } : القهار الذي جبر خلقه على ما أراد .

وقيل : الجبار : الذي لا يدانيه شيء ولا يلحق ، ومنه نخلة جبارة إذا لم تلحق ، وقال امرؤ القيس :

سوابق جبار أتيت فروعه *** وعالين قنواناً من البسر أحمرا

وقال ابن عباس : هو العظيم ، وجبروته : عظمته .

وقيل : هو من الجبر ، وهو الإصلاح .

جبرت العظم : أصلحته بعد الكسر .

وقال الفراء : من أجبره على الأمر : قهره ، قال : ولم أسمع فعالاً من أفعل إلا في جبار ودراك .

انتهى ، وسمع أسار فهو أسار .

{ المتكبر } : المبالغ في الكبرياء والعظمة .

وقيل : المتكبر عن ظلم عباده ،