أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ} (1)

شرح الكلمات :

{ قل } : أي يا رسول الله .

{ يا أيها الكافرون } : أي المشركون ، وهم الوليد والعاص وابن خلف والأسود بن المطلب .

المعنى :

قوله تعالى { قل يا أيها الكافرون } الآيات الست الكريمات نزلت ردا على اقتراح تقدم به بعض المشركين ، وهم الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل السهمي ، والأسود بن المطلب ، وأمية بن خلف ، مفاده أن يعبد النبي صلى الله عليه وسلم معهم آلهتهم سنة ، ويعبدون معه إلهه سنة ، مصالحة بينهم وبينه ، وإنهاء للخصومات في نظرهم ، ولم يجبهم الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء حتى نزلت هذه السورة { قل يا أيها الكافرون } أي قل يا رسولنا لهؤلاء المقترحين الباطل : يا أيها الكافرون بالوحي الإِلهي وبالتوحيد ، المشركون في عبادة الله تعالى أصناما وأوثانا .

الهداية :

من الهداية :

1- تقرير عقيدة القضاء والقدر ، وأن الكافر من كفر أزلا ، والمؤمن من آمن أزلا .

2- ولاية الله تعالى لرسوله عصمته من قبول اقتراح المشركين الباطل .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ} (1)

مقدمة السورة:

هذه السورة مكية . وقيل : مدنية . وآياتها ست .

بسم الله الرحمان الرحيم

قل ياأيها الكافرون 1 لا أعبد ما تعبدون 2 ولا أنتم عابدون ما أعبد 3 ولا أنا عابد ما عبدتم 4 ولا أنتم عابدون ما أعبد 5 لكم دينكم ولي دين } .

هذه السورة تدعو إلى البراءة من الشرك ، ومما يقوله المشركون أو يدعون إليه من كفر وباطل . وهي آمرة بتوحيد الله ، وإخلاص العبادة والطاعة له وحده ، دون أحد من خلقه .

وذكر في سبب نزول هذه السورة أن نفرا من المشركين فيهم الوليد بن المغيرة والعاص ابن وائل وأمية بن خلف ، لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد ، هلمّ فلنعبد ما تعبد ، وتعبد ما نعبد ، ونشترك نحن وأنت في أمرنا كله . فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا كنا قد شاركناك فيه ، وأخذنا بحظنا منه . وإن كان الذي بأيدينا خيرا مما بيدك كنت قد شركتنا في أمرنا ، وأخذت بحظك منه ، فأنزل الله { قل ياأيها الكافرون } . وقيل : إن المشركين الجهلة دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة ، ويعبدون معبوده سنة ، فأنزل الله هذه السورة ، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية{[4869]} .

قوله : { قل ياأيها الكافرون } الخطاب من الله لرسوله في أشخاص بأعيانهم من المشركين ، قد علم الله أنهم لا يؤمنون أبدا . أي إن المخاطبين هنا كفرة مخصوصون ، علم الله منهم الكفر ، وأنهم لا يؤمنون .


[4869]:تفسير القرطبي جـ 30 ص 225 وتفسير ابن كثير جـ 4 ص 560 وأسباب النزول للنيسابوري ص 307.