الوقوف : { الكافرون } ه لا { ما تعبدون } ه لا { أعبد } ه ج للتكرار مع العطف { عبدتم } ه لا { أعبد } ه ط { دين } ه .
هذه السورة تسمى أيضاً سورة المنابذة وسورة الإخلاص والمقشقشة . وروي " من قرأها فكأنما قرأ ربع القرآن " ، فأوّلها العلماء بأن القرآن فيه مأمورات ومنهيات ، وكل منهما إمّا أن يتعلق بالقلب والجوراح ، وإما أن يتعلق بالجوارح ، وهذه السورة تتضمن القسم الثالث ، أعني النهي المتعلق بالقلب ، فكانت ربعاً لما يتعلق بالتكاليف من القرآن ؛ بل ربعاً للقرآن ؛ لأن المقصود الأصلي من المواعظ والقصص وغيرها هو التزام التكاليف كما قال سبحانه { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } [ الذاريات :56 ] ، يروى أن الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن عبد المطلب وأمية بن خلف قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : تعال حتى نعبد إلهك مدّة وتعبد إلهنا مدّة ، فيحصل الصلح بيننا وبينك ، وتزول العداوة من بيننا ، فإن كان أمرك رشيداً أخذنا منه حظاً ، وإن كان أمرنا رشيداً أخذت منه حظاً ، فنزلت هذه السورة ، ونزل قوله { قل أفغير الله تأمرونّي أعبد أيها الجاهلون } [ الزمر :64 ] فتارة وصفهم بالجهل ، وتارة خاطبهم بالكفر ، فالجهل كالشجرة ، والكفر كالثمرة ، ولكن الكفر أشنع من الجهل ، فقد يكون الجهل غير ضارّ ، كما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال في علم الأنساب : " علم لا ينفع ولا يضر " ، ولهذا خصت السورة بهذا الخطاب ؛ لأنها بأسرها فيهم . وروي عن علي عليه السلام أن " يا " نداء النفس " ، و " أي " نداء القلب ، و " ها " نداء الروح . وبوجه آخر " يا " للغائب ، و " أي " للحاضر ، و " ها " للتنبيه . كأن الله تعالى يقول : أدعوك ثلاثاً ، ولا تجيبني مرة ، ما هذا إلا لجهلك بحقي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.