بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الكافرون ، وهي ست آيات .

قوله تعالى : { قُلْ يا أيها الكافرون } وذلك أن قريشاً قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إن يَسُرّك بأن نتبعك عاماً ونترك ديننا ونتبع دينك ، وترجع إلى ديننا عاماً . فنزلت هذه السورة . وقال مقاتل : نزلت في المستهزئين ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ سورة النجم ، وجرى على لسانه ما جرى ، فقال أبو جهل أخزاه الله : لا تفارقنا إلا على أحد أمرين : ندخل معك في بعض ما تعبد ، وتدخل معنا في بعض ديننا ، أو تتبرأ من آلهتنا ، ونتبرأ من إلهك ، فنزلت هذه السورة . وقال الكلبي : إنهم أتوا العباس فقالوا له : لو أن ابن أخيك استلم بعض آلهتنا لصدقناه بما يقول وآمنا به ، فنزل { قُلْ ياأيها الكافرون } ، ويقال : إنهم اجتمعوا إلى أبي طالب وقالوا له : إن ابن أخيك يؤذينا ، ونحن لا نؤذيه بحرمتك ، فدعاه أبو طالب وذكر ذلك له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنَّما أَدْعُوهُمْ إِلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ » ، فقال : ما هي ؟ قال : «لاَ إله إلاَّ الله » فنفروا عن هذه الكلمة فنزلت { قُلْ يا أيها الكافرون } . يعني : قل يا محمد لأهل مكة .