هي ست آيات وهي مكية في قول ابن مسعود والحسن وعكرمة . ومدنية في أحد قولي ابن عباس وقتادة والضحاك . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : أنزلت سورة " يا أيها الكافرون " بمكة . وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : أنزلت " يا أيها الكافرون " بالمدينة . وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهذه السورة ، وبقل هو الله أحد في ركعتي الطواف " . وفي صحيح مسلم أيضاً من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في ركعتي الفجر . وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه وابن حبان وابن مردويه عن ابن عمر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بضعاً وعشرين مرة ، أو بضع عشرة مرة { قل يا أيها الكافرون } و{ قل هو الله أحد } " . وأخرج الحاكم وصححه عن أبي قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر ب " سبح " ، و{ قل يا أيها الكافرون } و{ قل هو الله أحد } وأخرج محمد بن نصر والطبراني في الأوسط عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قل هو الله أحد " تعدل ثلث القرآن ، و " قل يا أيها الكافرون " تعدل ربع القرآن ، وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر " . وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من قرأ يا أيها الكافرون كانت له عدل ربع القرآن " . وأخرج الطبراني في الصغير والبيهقي في الشعب عن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ { قل يا أيها الكافرون } فكأنما قرأ ربع القرآن ، ومن قرأ { قل هو الله أحد } فكأنما قرأ ثلث القرآن " . وأخرج أحمد وابن الضريس والبغوي وحميد بن زنجويه في ترغيبه عن شيخ أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فمر برجل يقرأ { قل يا أيها الكافرون } فقال أما هذا فقد برئ من الشرك ، وإذا آخر يقرأ { قل هو الله أحد } فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بها وجبت له الجنة " وفي رواية " أما هذا فقد غفر له " . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن الأنباري في المصاحف عن أبيه " قال : يا رسول الله علمني ما أقول إذا أويت إلى فراشي قال اقرأ { قل يا أيها الكافرون } ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك " . وأخرجه سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن مردويه عن عبد الرحمان بن نوفل الأشجعي عن أبيه مرفوعاً مثله . وأخرج ابن مردويه عن البراء قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنوفل بن معاوية الأشجعي : إذا أتيت مضجعك للنوم فاقرأ { قل يا أيها الكافرون } فإنك إذا قلتها فقد برئت من الشرك " . وأخرج أحمد والطبراني في الأوسط عن الحارث بن جبلة ، وقال الطبراني عن جبلة بن حارثة ، وهو أخو زيد بن حارثة قال : " قلت يا رسول الله علمني شيئاً أقوله عند منامي قال : إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ { قل يا أيها الكافرون } حتى تمر بآخرها فإنها براءة من الشرك " . وأخرج البيهقي في الشعب عن أنس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ : اقرأ { قل يا أيها الكافرون } عند منامك فإنها براءة من الشرك " . وأخرج أبو يعلى والطبراني عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أدلكم على كلمة تنجيكم من الإشراك بالله تقرؤون { قل يا أيها الكافرون } عند منامكم . وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه عن خباب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أخذت مضجعك فاقرأ { قل يا أيها الكافرون } وإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأت فراشه قط إلا قرأ { قل يا أيها الكافرون } حتى يختم " . وأخرج ابن مردويه عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لقي الله بسورتين فلا حساب عليه { قل يا أيها الكافرون } و{ قل هو الله أحد } " . وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الضريس عن أبي مسعود الأنصاري قال : من قرأ { قل يا أيها الكافرون } و{ قل هو الله أحد } في ليلة فقد أكثر وأطاب .
الألف ، واللام في : { يا أيها الكافرون } للجنس ، ولكنها لما كانت الآية خطاباً لمن سبق في علم الله أنه يموت على كفره كان المراد بهذا العموم خصوص من كان كذلك ، لأن من الكفار عند نزول هذه الآية من أسلم وعبد الله سبحانه . وسبب نزول هذه السورة أن الكفار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعبد آلهتهم سنة ، ويعبدوا إلهه سنة ، فأمره الله سبحانه أن يقول لهم : { لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.