محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

109 – سورة الكافرون

مكية ، وآيها ست . قال ابن كثير : ثبت في ( صحيح مسلم ) {[1]} عن جابر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهذه السورة وب { قل هو الله أحد } في ركعتي الطواف " . وفي ( صحيح مسلم ) {[2]} من حديث أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في ركعتي الفجر " . وروى الإمام أحمد{[3]} عن ابن عمر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بضعا وعشرين مرة ، أو بعض عشرة مرة { قل يا أيها الكافرون } { وقل هو الله أحد } " . وروى الإمام أحمد عن الحارث بن جبلة قال : " قلت : يا رسول الله ، علمني شيئا أقوله عند منامي . قال : " إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ { قل يا أيها الكافرون } فإنها براءة من الشرك " . وقد تقدم في الحديث أنها تعدل ربع القرآن . قال في ( اللباب ) : ووجه ذلك أن القرآن مشتمل على الأمر والنهي ، وكل واحد منهما ينقسم إلى ما يتعلق بعمل القلوب وإلى ما يتعلق بعمل الجوارح ، فحصل من ذلك أربعة أقسام ، وهذه السورة مشتملة على النهي عن عبادة غير الله تعالى ، وهي من الاعتقاد ، وذلك من أفعال القلوب ، فكانت هذه السورة ربع القرآن على هذا التقسيم . وسيأتي في تفسير الإخلاص سر آخر .

{ قل يا أيها الكافرون } أي المشركون الجاحدون للحق الذي وضحت حجته ، واتضحت محجته .


[1]:(4 النساء 15 و 16).
[2]:(24 النور 2).
[3]:(2 البقرة 282).