فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الكافرون

هي ست آيات ، وهي مكية في قول ابن مسعود والحسن وعكرمة ، ومدنية في أحد قولي ابن عباس وقتادة والضحاك . وعن ابن الزبير أنها نزلت بالمدينة .

وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر : " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرأ بهذه السورة و( بقل هو الله أحد ) في ركعتي الطواف " .

وفي مسلم أيضا من حديث أبي هريرة : " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرأ بهما في ركعتي الفجر " . وعن ابن عمر قال : " إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بضعا وعشرين مرة أو بضع عشرة مرة { قل يا أيها الكافرون } { وقل هو الله أحد } " أخرجه أحمد والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه وابن حبان وابن مردويه .

وأخرج الحاكم -وصححه- عن أبيّ قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يوتر ب { سبح } و { قل يا أيها الكافرون } و { قل هو الله أحد } .

وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن ، و { قل يا أيها الكافرون } تعدل ربع القرآن ، وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر " أخرجه محمد بن نصر والطبراني في الأوسط .

وعن نوفل بن معاوية الأشجعي أنه قال : يا رسول الله ، علمني ما أقول إذا أويت إلى فراشي . قال : اقرأ { قل يا أيها الكافرون } ثم نم على خاتمتها ، فإنها براءة من الشرك " ، أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم .

وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ألا أدلكم على كلمة تنجيكم من الإشراك بالله ، تقرأون ( قل يا أيها الكافرون ) عند منامكم " ، أخرجه أبو يعلى والطبراني .

وعن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لقي الله بسورتين فلا حساب عليه ( قل يا أيها الكافرون ) و( قل هو الله أحد ) " أخرجه ابن مردويه .

وعن خباب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : إذا أخذت مضجعك فاقرأ { قل يا أيها الكافرون } وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يأت فراشه قط إلا قرأ { قل يا أيها الكافرون } حتى ختمها " أخرجه البزار والطبراني وابن مردويه ، وفي الباب أحاديث كثيرة .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ قل يا أيها الكافرون } الألف واللام للجنس ، ولكنها لما كانت الآية خطابا لمن سبق في علم الله أنه يموت على كفره كان المراد بهذا العموم خصوص من كان كذلك ؛ لأن من الكفار عند نزول هذه الآية من أسلم وعبد الله سبحانه .

وسبب نزول هذه السورة أن الكفار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعبد آلهتهم سنة ويعبدوا إلهه سنة ،