أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَأَنَّا لَا نَدۡرِيٓ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدٗا} (10)

شرح الكلمات :

رشدا : أي خيرا وصلاحا .

المعنى :

وقالوا { وأنا لا ندري أشرٌ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا } أقول عجبا لهؤلاء المؤمنين من الجن كيف تأدبّوا مع الله فلم ينسبوا إليه الشر ونسبوا إليه الخير فقالوا { أشر أريد بمن في الأرض } ولو أساءوا الأدب مثلنا لقالوا أشر أراده الله بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا أي خيرا وصلاحا قالوا هذا لما وجدوا السماء قد ملئت حرسا شديدا وشهبا وهو تفكير سديد ناتج عن وعي وإدراك سليم . وهذا التغير في السماء الذي وجدوه سببه أن الله تعالى لما نبأ رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم وأخذ يوحي إليه حمى السماء حتى لا يسترق الشياطين السمع ويشوشوا على الناس فيصرفوهم عن الإِيمان والدخول في الإِسلام وهو الرشد الذي أراد الله لعباده .

/ذ15

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَأَنَّا لَا نَدۡرِيٓ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدٗا} (10)

قوله : { وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا } يخبر الله عن قيل هؤلاء النفر من الجن ، إذ قالوا : وأنا لا ندري أعذابا أراد الله إنزاله بأهل الأرض ، بمنعه إيانا السمع من السماء ورجمه من استمع منا بالشهب القافذة الحارقة أم أراد الله بهم خيرا وهداية بأن يبعث فيهم رسولا منهم يهديهم إلى الرشد وإلى سواء السبيل{[4656]} .


[4656]:تفسير الطبري جـ 29 ص 70 والكشاف جـ 4 ص 168 وتفسير النسفي جـ 4 ص 300.