جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَأَنَّا لَا نَدۡرِيٓ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدٗا} (10)

{ وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض } : بحراسة السماء ، { أو أراد بهم ربهم رشدا } : خيرا ، وهذا من أدبهم ، حيث أسندوا الشر إلى غير فاعل ، ثم اعلم أن الكواكب يرمي بها قبل المبعث ، لكن ليس بكثير ، والأحاديث تدل عليه ، وبعد مبعثه قد كثرت الشهب بحيث لم يقدر الجن بعد على استراق السمع من غير أن يأتيه شهاب ، فهال ذلك الإنس والجن ، نعم : قد يسترق كلمة فيلقيها إلى صاحبه ، ثم يدركه الشهاب كما ورد في الصحيحين ، وهذا هو الذي حملهم على تطلب السبب في ذلك ، فأخذوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها حتى وجدوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الصلاة فعرفوا أن هذا هو السبب في حراسة السماء ، فآمن من آمن منهم ، وتمرد من تمرد ،