الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَأَنَّا لَا نَدۡرِيٓ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدٗا} (10)

1

قوله : { أَشَرٌّ أُرِيدَ } : يجوزُ فيه وجهان ، أحسنُهما ، الرفعُ بفعلٍ مضمرٍ على الاشتغالِ ، وإنما كان أحسنَ لتقدُّمِ طالبِ الفعلِ ، وهو أداةُ الاستفهامِ . والثاني : الرفعُ على الابتداءِ . ولقائلٍ أَنْ يقولَ : يتعيَّنُ هنا الرفعُ بإضمارِ فعلٍ لمَدْركٍ آخر : وهو أنَّه قد عُطِفَ ب " أم " فِعْلٌ ، فإذا أَضْمَرْنا الفعلَ رافِعاً كُنَّا قد عَطَفْنا جملةً فعليةً على مِثْلِها بخلافِ رفعِه بالابتداءِ ، فإنَّه حينئذٍ يُخْرِجُ " أم " عن كونِها عاطفةً إلى كونِها منقطعةً ، إلاَّ بتأويلٍ بعيدٍ : وهو أنَّ الأصلَ : أشرٌّ أُريد بهم أم خيرٌ ، فوَضَعَ قولَه { أَمْ أَرَادَ بِهِمْ } موضعَ " خيرٌ " وقولَه " أشرٌ " سادٌّ مَسَدَّ مفعولَيْ " ندري " بمعنى أنه مُعَلِّقٌ له ، وراعى معنى " مَنْ " في قولِه { بِهِمْ رَبُّهُمْ } فجَمَعَ .