أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَمَا يَذۡكُرُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ هُوَ أَهۡلُ ٱلتَّقۡوَىٰ وَأَهۡلُ ٱلۡمَغۡفِرَةِ} (56)

شرح الكلمات :

{ هو أهل التقوى } : أي هو أهل لأن يتقي لعظمه سلطانه وأليم عقابه .

{ وأهل المغفرة } : أي وأهل لأن يغفر للتائبين من عباده والموحدين .

المعنى :

وقوله تعالى { وما يذكرون إلا أن يشاء الله } أي ما يذكر من يذكر إلا بمشيئة الله فلا بد من الافتقار إلى الله وطلب توفيقه في ذلك إذ لا استقلال لأحد عن الله ولا غنى بأحد عن الله بل الكل مفتقر إليه ومشيئته تابعة لمشيئته وقوله { هو أهل التقوى وأهل المغفرة } لقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر هذه الآية فقال قال ربكم " أنا أهل أن أُتقى فلا يُجعل معي إله فمن اتقاني فلم يجعل معي إلهاً فأنا أهل أن أغفر له " .

/ذ56

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَمَا يَذۡكُرُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ هُوَ أَهۡلُ ٱلتَّقۡوَىٰ وَأَهۡلُ ٱلۡمَغۡفِرَةِ} (56)

قوله : { وما يذكرون إلا أن يشاء الله } أي وما يتذكرون بهذا القرآن فيتعظون به وينتفعون بأحكامه إلا أن يشاء الله لهم ذلك . فإنه لا يقدر أحد أن يفعل شيئا من غير مشيئة الله وقدرته { هو أهل التقوى وأهل المغفرة } يعني هو أهل أن يخافه عباده فيخشوا عقابه وسوء عذابه ، وأهل أن يغفر الذنوب للتائبين المنيبين إليه . قال الزمخشري في ذلك : هو حقيق بأن يتقيه عباده ويخافوا عقابه فيؤمنوا ويطيعوا . وحقيق بأن يغفر لهم إذا آمنوا وأطاعوا . وروى أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " هو أهل أن يتّقى وأهل أن يغفر لمن اتقاه " {[4695]} .


[4695]:الكشاف جـ 4 ص 187، 188 وتفسير ابن كثير جـ 4 ص 447 وفتح القدير جـ 5 ص 333.