فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَا يَذۡكُرُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ هُوَ أَهۡلُ ٱلتَّقۡوَىٰ وَأَهۡلُ ٱلۡمَغۡفِرَةِ} (56)

ثم ردّ سبحانه المشيئة إلى نفسه فقال : { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء الله } قرأ الجمهور : { يَذْكُرُونَ } بالياء التحتية . وقرأ نافع ، ويعقوب بالفوقية ، واتفقوا على التخفيف ، وقوله : { إلاّ أن يشاء الله } استثناء مفرّغ من أعمّ الأحوال . قال مقاتل : إلاّ أن يشاء الله لهم الهدى { هُوَ أَهْلُ التقوى } أي هو الحقيق بأن يتقيه المتقون بترك معاصيه والعمل بطاعاته { وَأَهْلُ المغفرة } أي هو الحقيق بأن يغفر للمؤمنين ما فرط منهم من الذنوب ، والحقيق بأن يقبل توبة التائبين من العصاة فيغفر ذنوبهم .

/خ56